في عصر السرعة الذي نعيشه اليوم نجد أنفسنا دائمًا نسعى للوصول إلى الأهداف سواء في العمل أو الحياة الشخصية، لكن هناك سؤال مهم يستحق التوقف عنده: هل السرعة وحدها كافية لتحقيق النجاح؟
في الواقع قد تكون الاتجاهات التي نسلكها أهم من السرعة التي ننطلق بها، فالأشخاص الذين يركزون على الهدف الواضح والمسار المدروس يكونون غالبًا أكثر نجاحًا على المدى الطويل، حيث يعملون على تطوير خطة عمل محكمة تعكس قيمهم وأهدافهم الشخصية بدلاً من الاستسلام لضغوط السرعة.
فكما تطرقنا أننا نعيش في عالم سريع الخطى، مع الرغبة في النجاح السريع والنتائج السريعة والسعي الدائم للحصول على الرضا النفسي بشكل فوري، ولكن في هذا السباق للوصول إلى "الهدف" بسرعة، غالبًا ما يغيب عنا سؤال مهم: هل نحن نتحرك في الاتجاه الصحيح، أم أننا نركض فقط دون أي اتجاه محدد؟
النجاح السريع
إن عالمنا اليوم ينجذب نحو الطرق المختصرة للوصول للأهداف مثل الثراء السريع، وفقدان الوزن بسرعة، والنجاح بين عشية وضحاها ــ ولكن التقدم الحقيقي يستغرق وقتًا، والسير ببطء وثبات في الاتجاه الصحيح سوف يقربك دائمًا من أحلامك بدلاً من التسرع نحو طريق غير مؤكد وتجد نفسك في نهاية المطاف لم تصل لما كنت ترغبه أو حتى قريب منه.
تخيل مثلا أنك تقود سيارتك بسرعة كاملة على الطريق السريع ولكنك تتجه في الاتجاه الخاطئ، فبغض النظر عن مدى السرعة التي تطبقها، فلن ينتهي بك الأمر إلا بالابتعاد عن الوصول إلى وجهتك، وهذا ما يحدث في الحياة الواقعية، فالسرعة لا تعني شيئًا دون وجود تخطيط واضح للاتجاه.
الاتجاه اهم من السرعة
في النهاية النجاح ليس سباقًا بل هو رحلة، وفي الرحلة سيكون الاتجاه دائمًا أكثر أهمية من السرعة.