كم مرة أمسكت هاتفك لتتفقد إشعارًا سريعًا فإذا بك تجد نفسك غارقًا في بحرٍ من الفيديوهات والمنشورات والريلز لساعات دون شعور بالوقت؟
الموبايل الذي صُمم ليكون وسيلة تُسهِّل حياتنا تحول إلى أداة تُهدر وقتنا دون أن نشعر، في كل دقيقة نقضيها نحدق في الشاشة نتجاهل أشياء اخرى أكثر أهمية مثل أهدافنا وشغفنا وحتى علاقاتنا بمن حولنا، فهل المشكلة حقًا في الهاتف ذاته، أم في الطريقة التي نستخدمه بها؟
ضياع الوقت |
لماذا يضيع الوقت مع الهاتف دون شعور؟
تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي صُممت لتجذب انتباهك بأكبر قدر ممكن من الإشعارات، مما يدفعك لفتح الهاتف باستمرار وهذه الإشعارات تُخلق شعورًا بالإلحاح، لكنها في الحقيقة تهدر وقتك وطاقتك الإنتاجية.
خاصية التمرير اللانهائي واقتراح الفيديوهات المخصصة تجعل من السهل أن تضيع ساعات دون أن تدرك فتبدأ بمشاهدة فيديو واحد وتنتهي بعدد لا يُحصى من الفيديوهات التي لم تُخطط لها.
التأثير السلبي العام
مجرد وجود الهاتف بجانبك كافٍ لتشتيت انتباهك فعندما تُحاول التركيز على مهمة معينة، إشعار بسيط قد يقطع حبل أفكارك ويعيدك إلى نقطة البداية.
وأيضا بدلًا من قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء أو العائلة، أصبحنا نتواصل من خلال الشاشات فقط، مما يُضعف العلاقات ويزيد الشعور بالعزلة.
التأثير على العقل
أظهرت الأبحاث أن إدمان الهاتف المحمول له تأثير كبير على الصحة العقلية للأشخاص.
وأسفرت دراسة أجراها علماء في جامعة كينغز كوليدج لندن ونشرت هذا العام في العلاقة بين استخدام الهواتف الذكية الإشكالي والصحة العقلية لدى المراهقين.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 18 عامًا والذين أبلغوا عن استخدام الهاتف الخلوي الإشكالي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالقلق بمقدار الضعف ، وحوالي ثلاثة أضعاف احتمال الإصابة بالاكتئاب.
التأثير على الجسد
هناك حالات حقيقية من إدمان الهواتف الذكية لديها العديد من أوجه التشابه مع إدمان المخدرات أو الكحول، وهذا يمتد حتى إلى التأثيرات التي تحدثها على الجسم.
في حين أن استخدام الهاتف ليس ضارًا مثل تعاطي المخدرات، إلا أن الإدمان لا يزال يسبب أعراض الانسحاب الجسدي.
وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو غريبًا، إلا أن هناك الآن أدلة متزايدة على أن ما يسمى "الإدمان السلوكي" يمكن أن يؤدي إلى هذه التأثيرات الجسدية.
حلول عملية لاستعادة السيطرة على وقتك
المشكلة تكمن في ضياع وقت من حياتك بلا جدوى حرفيًا، وفهم خطورة المشكلة قد يكون الخطوة الأولى نحو التغيير، وفيما يلي بعض الأساليب التي أجدها فعالة:
ضبط الإشعارات
قم بإيقاف تشغيل الإشعارات غير الضرورية، خصوصًا من تطبيقات التواصل الاجتماعي.
خصص أوقاتًا محددة لتفقد الإشعارات بدلاً من الرد الفوري عليها.
استخدام أدوات قفل التطبيقات
مثل هذا التطبيق الذي يجبرك على إدخال سبب في كل مرة تفتح التطبيق، وتتطلب إعادة تأكيد الدخول بشكل دوري.
افصل نفسك عن الهواتف
خصص وقتًا خاليًا من الهاتف خلال اليوم، مثل أول ساعة صباحًا أو قبل النوم، واتركه في مكان أخر.
وتجنب استخدامه قبل النوم فكلما قمت بالتمرير أكثر، كلما تأخر نومك، مما يؤدي للوصول لحلقة مفرغة.
التخلص من توصيات واقتراحات الفيديوهات
قم بتعطيل خاصية التوصيات التلقائية في تطبيقات الفيديو والمحتوى.
وفي الختام نقول أن الهاتف دوره هو خدمتك وليس العكس.